البلورة الأولى :
عندما نقول بأننا نحب الآخرين ، فعلينا أن نحبهم حقيقة ، وأن نضع أيدينا على قلوبنا ونستمع لنبضات المحبة ونغم المشاعر ، ونبتسم من ورائهم وأمامهم ، وندعو لهم ، ونتلمس عذر
أخطائهم ، وإن شعرنا بعدائهم يوماً أو بخداعهم فهو عداء أنفسهم لأنفسهم ، ولنهون عليهم هذا العداء ونرحل بحقائب مشاعرنا ودموعنا عنهم بصمت ولا نجرحهم ، حتى تكون لديهم
بلورة زجاجية تمثل القلب الأبيض كهدية نقدمها لهم بكل محبة ورضا ونمنح أرواحنا لقب " القلب الملائكي الأبيض "
قال الشاعر :
كن كالنخلِ عن الأحقادِ مرتفعاً .. تُرمى بالحجرِ فتُسقط أطيب الثمر
البلورة الثانية :
عندما نشعر بأننا مكبلين ومسجونين بزاوية ما ، فلنفتح النافذة فهي مخرج من قيد ، ونتأمل خيوط شعاع الشمس ، والشوارع ، وزقزقة العصافير ، فكل ما حولنا جميل إن رأينا الجمال بعين
الجمال ، وكل ما حولنا قبيح إن رأينا القبح بعين القبح ، وإن شعرنا بأننا مسجونين بذكرياتنا فكما عكسنا صفحة الكتاب للماضي سنستطيع أن نقلب الصفحة للأمام لحاضرنا لنعيشه ،
فلا ندع للألم مروراً يعبر ويتوسد حياتنا ، و لنعيش حياة هادئة ، ينبثق الإصرار من أعماقنا ، وتنتشر القوة ضوءاً لظلام الوهن والضعف فلا نخضع لهزة الظروف ولا نقع لزلزال العناء
هناك حكمة قيل فيها :
" تفاءلي ولو كنتِ في عينِ العاصفة "
البلورة الثالثة :
كل منا يشرب كأس ماء ، ولكن أحياناً تحدث زلة إثر رجفة اليدين ، فينطرح الكأس ويتجزأ شظايا مبعثرة حادة ستجرح أيدينا إن لملمناها ، ومثل كأس الماء قلوبنا الحية بالدماء ، إذا ما انجرحت تمزق القلب وبات ميتاً ينزف بجراحه ويأبى نسيان
شذى عشقه وغرامه وإذا ما اقتربت منه روح لتداويه كان داؤه للداوي ، ودواء القلب من ذاته ، إن رغب في الحياة سعيداً تحقق ذلك ، وإن رغب في البقاء تعيساً تحققت تعاسته ، فأنت المداوي والداء لقلبك ، وأنت من تملك أسرار العلاج لحالتك العاطفية .
البلورة الرابعة :
لا تكن أنانياً ولا تحب ذاتك حد الجنون ، فحب النفس مباح ، ولكن عشق النفس كمثل الطير بلا جناح وضربة الرماح ، فهناك صفوف من البشر تنتظر أن تحد من أنانيتك المفرطة ، وأن تقلل
من مصالحك الشخصية ليجدوا مساحة بسيطة لتحقيق مصالحهم وليعيشوا مثلك ، وضع في حياتك علامة = لتطبق مبدأ بأن البشر سواسية
وعلامة تطبق معنى الإيثار و العطاء بلا حدود
البلورة الخامسة :
احتفظ لنفسك ببلورة زجاجية واحدة لترى فيها سلوكياتك ومستوى رضاك وانتقادك لشخصك ، فأنت تملك من السجايا الحميدة كما تملك من السجايا التي تحتاج لتغيير طفيف لتكون مقبولة ، وخاطب نفسك وقيمّ ذاتك وأفعالك وقل أنا انسان جيد
وسأكون انسان متميز عندما أتغير مع سحر الإرادة والعزيمة ، ودائماً حدد موقع شخصيتك مع من حولك وذلك بفرض احترامك والثبات على مبادئك وإن تغير الزمان وانصهرت المبادئ في ظل متغيرات العالم ، وطوّر مستوى إنجازك في مجتمعك ، وهل تملك
بصمة قوية على من حولك أم لا ؟ فإن كنت كذلك ستملك بلورة سحرية تستقطب وتجذب بها من حولك ، وستجعل عدوك يهرب منك ، والعالم أجمع سيبوح ويقول بأنه يحبك .